بعد قيام العثمانيين بالقضاء على الدولة المملوكية في مصر بدؤوا بالاستعداد لمنازلة البرتغاليين في البحار الشرقية بوجه عام، والبحر الأحمر بوجه خاص؛ ليتصدوا بذلك للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي واجهوها بعد قيام البرتغاليين بتحويل طريقِ التجارة البحرية عبر البحرِ الأحمر والخليج العربي إلى رأس الرجاء الصالح من ناحية، ولمواجهة تحالف البرتغاليين مع الدولة الصفوية في إيران- التي كانت علاقتها عدائيَّة بالدولة العثمانية- من ناحية ثانية، ولصد الخطر البرتغالي الذي يهدد الأماكن المقدسة في الحجاز من ناحية ثالثة؛ حيث أصحبت مواجهة العثمانيين للبرتغاليين ضرورةً حتمية. فاتصل السلطان بدر أبو طويرق الكثيري سلطان حضرموت بالعثمانيين بعد أن أصبحوا أكبَرَ قوة إسلامية في ذلك الوقت معلنًا ولاءه للدولة العثمانية واستعدادَه للدخول في طاعتهم؛ بدافع الحصول على الأسلحة النارية وعلى الدعم العسكري منهم؛ لصد الهجمات البرتغالية على اليمن وقهْر خصومه المحليين الذين ينازعونه السلطة والنفوذ في حضرموت، وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل؛ ففي شهر جمادى الآخرة من هذه السنة وصلت إلى مدينة الشحر بساحل حضرموت فرقةٌ من الجنود العثمانيين بقيادة ضابط كبير يسمى رجب، نجحت في ردع غزو البرتغاليين لليمن, وكان وصول القوات التركية تتويجًا للاتصالات التي أجراها السلطان بدر أبو طويرق مع الضباط العثمانيين خلال مرورهم بالقرب من ساحل مدينة الشحر في أثناء فترة وجودهم ضمن قوة المماليك الموجودة في منطقة زبيد باليمن، والتي أعلنت اعترافها بالسيادة العثمانية بعد سقوط دولة المماليك في مصر.