إثر الهزيمة التي تلقَّتها أسرة الوطاسيين أمام السعديين في وقعة بير عقبة تقرَّب أحمد الوطاسي من البرتغال؛ وذلك نتيجة شعوره بانشغال العثمانيين في حروبِهم ضِدَّ الإسبان، ووقَّع معهم معاهدة لمدة أحد عشر عامًا تقضي بوضع المغاربة المقيمين في ضواحي آصيلا وطنجة والقصر الصغير تحت السلطة القضائية لملك فاس، كما يجوز لرعايا الملك الوطاسي المتاجرة بحُرية داخلَ تلك المناطق باستثناء تجارة الأسلحة والبضائع المحظورة، وإذا وصلت مراكِبُ عثمانية أو فرنسية أو تابعة لنصارى من غير الإسبان ولا البرتغاليين إلى أراضي برتغالية، محمَّلة بغنائم أُخِذَت من المغاربة- فلن يُشترى منها شيء، وكذلك الحالُ بالنسبة للمغاربة لن يشتروا من العثمانيين، ويتم الاستيلاءُ على الغنائم وتُرَدُّ من طرفٍ لآخر مالم يسمح قوات العدو في مهاجمتِها.