كان لأمراء بني عبد الحميد العروسيين- أصحاب قصر كتامة- رياسةٌ وسياسةٌ وجهادٌ في العدوِّ إلى أن انقرض أمرُهم, وأخبر غيرُ واحد من فقهاء قصر كتامة أنَّ الشيخ أبا الرواين المحجوب جاء إلى القصر وصاحَبَه يومئذ القائدُ عبد الواحد العروسي في عصبةٍ من أقاربه أولاد عبد الحميد، فصعد أبو الرواين صومعةَ المسجد ثم نادى بأعلى صوتِه: يا بني عبد الحميد، اشتروا مني القصرَ وإلَّا خرجتُم منه في هذه السنة، فسمع القائدُ عبد الواحد ذلك، فقال: إن كان القصرُ له أو بيده فلينزِعْه منَّا، ما بقي لنا إلا كلامُ الحمقى نلتفت إليه! ومِن الغد خرج الشيخ أبو الرواين من البلد وهو يقول: القائدُ عبد الواحد وأهله يخرجون من القصرِ ولا يعودون إليه أبدًا، فكان كذلك بقدرةِ الله تعالى.