لم تدُمْ أيام السلطان مصطفى الأول بن مراد الثالث كثيرًا؛ فقد خُلِع من السلطة بعد ثلاثة أشهر وثمانية أيام فقط؛ بدعوى أنَّه لا يعرف بأمورِ الحكم شيئًا، بحُكمِ أنَّه كان طول حياة أخيه أحمد محجوزًا عليه عند الجواري والخَدَم، وقيل: كان ذلك بتدبير فرنسا، ثمَّ تم تولية ابن أخيه عثمان بن أحمد الأول الذي كان ما يزال في الثالثة عشرة من عمره، فكان أول ما عمله أن أطلق سراحَ القنصل الفرنسي ومترجِمه، اللذين كان قد حبسهما عمه مصطفى الأول؛ لتدخُّلِهم في شؤون الدولة العثمانية، ولمساعدة أحد البولونيين على الهرب من السجن، واعتذر عثمانُ من ملك فرنسا عن هذا الحدث!