تجهَّز دهام بن دواس لمحاربة الدرعية الحربَ الثانية، فاجتمع معه محمد بن فارس رئيس المنفوحة وإبراهيم بن سليمان رئيس ثرمداء، ومعهم أناسٌ مِن أهل سدير وأهل ثادق وجلوية حريملاء، واتجهوا إلى بلدة حريملاء فوصلوها ليلًا، ودخلوا محلة بأعلى البلد تسمَّى الحسيان، وكان الناس وأغلب الحرسِ نائمين، فلم يشعر بهم أحدٌ حتى ملكوا المحلَّةَ وبساتينها, فلما علم أميرُ البلدة مبارك بن عدوان نهض مع جماعتِه في الليل وقاتلوهم، إلا أنهم لم يستطيعوا فرجَعوا, وفي الصباح شدَّ عليهم ابنُ عدوان وحمي بينهم القتالُ، فخرج أكثر المعتدين هاربين، وبقيت طائفة منهم محصورين في البيوت نحو خمسة أيام- أغلبهم من جلوية حريملاء- وكانوا يرمون أهل البلد، فقَتَلوا منهم 18 رجلًا، ثم تسوَّر رجال ابن عدوان عليهم الدارَ وشَدُّوا عليهم حتى قتلوهم وأخذوا ما معهم من السلاحِ، وكان جملةُ من قُتل من هؤلاء الأحزاب في هذه الوقعة 60 رجلًا. وكان ابن عدوان قد دعا المحصورين إلى التسليم، وأعطاهم الأمان فخرج منهم 10 رجال فقَتَل منهم ستةً، ولم يكن الشيخُ محمد وابن سعود يعلمان بذلك، فلما علما أنكرا ما فعل ونَقَموا عليه لِغَدرِه بالعَشرةِ بعد أن أعطاهم الأمانَ.