هو أبو أَيُّوب سُليمانُ بن يَسارٍ، وُلِدَ في خِلافَة عُثمان سَنة أربع وثلاثين, مَوْلَى أُمِّ المؤمنين مَيْمونَة بِنتِ الحارِث، أَحَدُ الفُقَهاء السَّبْعَة بالمَدينَة، كان عالِمًا ثِقَةً عابِدًا وَرِعًا حُجَّةً، كَثيرَ الصِّيام، فَقيهًا كَبيرًا، أَبوهُ فارِسِيٌّ، رَوَى عن مَولاتِه مَيْمونَة، وعن عائِشَة، وأبي هُريرةَ، وغَيرِهم مِن الصَّحابَة، كان مِن أَوْعِيَة العِلْم بحيث إنَّ بَعضَهم قد فَضَّلَه على سَعيدِ بن المُسَيِّب، وكان سَعيدُ بن المُسيب يُحِيلُ عليه المُسْتَفْتِين, ويقول عنه: "إنَّه أَعلَم مَن بَقِيَ اليومَ"، يقول الإمامُ مالِكٌ عنه: "كان سُليمان بن يَسار مِن عُلَماء النَّاسِ بعدَ سَعيدِ بن المُسَيِّب، وكان كَثيرًا ما يُوافِقُه"، وتُوفِّي في المَدينَة.