بعد أن تمكَّن محمد بك أبو الذهب من مصرَ على إثرِ هزيمة قوات أستاذه علي بك، اشتدَّ الأمر بعلي بك ولاحت على دولتِه لوائح الزوالِ، وكاد يموتُ من الغيظ والقهر, ثم شرع في تجهيزِ تجريدةٍ أخرى وأميرُها علي بك الطنطاوي, ووقعت بينهم معركةٌ قوية هُزِمَت فيها عسكر علي بك, فرَكِبَ إلى داره وحمل حمولَه وأمواله وخرج من مصر وذهب إلى جهة الشامِ، وذلك ليلة الخامس والعشرين من شهر المحرم، وبصحبته علي بك الطنطاوي وباقي صناجقه ومماليكِه وأتباعه وطوائفه. فلما أصبح يوم الخميس سادس عشريه عدَّى محمد بك إلى برِّ مصر، وأوقدوا النارَ في ذلك اليوم في الدير بعد ما نهبوه، ودخل محمد بك إلى مصرَ وصار أميرها.