أرسلت روسيا قوةً كبيرةً إلى فارنا من بلغاريا على البحر الأسود ولم تستَطِع القواتُ العثمانية صَدَّها، فاضطرت لعقدِ الصلحِ مع روسيا، فتَمَّ الصُّلحُ في مدينة قينارجة في بلغاريا، اعترفت فيه الدولةُ العثمانيةُ باستقلالِ تتار القرم ومنطقة بسارابيا في رومانيا وقوبان في القفقاس، على أن تكونَ للدولة العثمانيةِ المرجعيةُ الدينيةُ، وتدفَعَ لروسيا مبلغًا ماديًّا كغرامةٍ حربيةٍ، وتكون لها حريةُ الملاحة في البحر الأسود، ويكون للروسِ حَقُّ حماية النصارى الأرثوذكس، وتُعتبَرُ هذه المعاهدة من أسوأ ما مرَّ على الدولة العثمانية ممَّا يدُلُّ على شدة تدهورها وضَعفِها؛ حيث اعترفت الدولةُ العثمانيةُ بانضمامِ القرم نهائيًّا إلى روسيا, وكانت القرم تابعةً للعثمانيين فترةً تزيد على 296 عامًا.