قاتَل مَسلَمةُ بن عبدِ الملك مَلِكَ التُّرْكِ الأَعظَم خاقان، فزَحَف إلى مَسلَمة في جُموعٍ عَظيمَة فتَواقَفوا نَحوًا مِن شَهرٍ، ثمَّ هَزَم الله خاقان زَمَن الشِّتاءِ، ورَجَع مَسلَمَةُ سالِمًا غانِمًا، فسَلَك على مَسْلَك ذي القَرْنَيْنِ في رُجوعِه إلى الشَّام، وتُسَمَّى هذه الغَزَاة غَزَاة الطِّين، وذلك أنَّهم سَلَكوا على مَغارِق ومَواضِع غَرِقَ فيها دَوابٌّ كَثيرَة، وتَوَحَّل فيها خَلْقٌ كَثيرٌ، فما نَجَوْا حتَّى قاسُوا أَهْوالًا صِعابًا وشَدائِدَ عِظامًا.