سمَحت معاهدةُ كيتشوك كاينارجي للروسِ بالحصول على الامتيازات ضِمنَ البلاد العثمانية، تشمل الأرثوذكس في الأفلاق والبغدان وجزر بحر إيجة، وبالتالي تحوَّلت روسيا
إلى حماية الأرثوذكس في أي مكان في الدولةِ العثمانية, ولم يكتَفِ الروس الصليبيون بذلك، بل واصلوا تآمُرَهم، وفاجؤوا الدولة العثمانية بدخولِ قواتهم بلادَ القرم- وهي جزءٌ من ولايات الدولة العثمانية- بسبعين ألف جندي، غيرَ مبالين بمعاهدة كاينارجي, وانبهرت ملكتُهم كاترين الثانية بهذا النصرِ، وطافت ربوعَ القرم وأُقيمت لها الزيناتُ وأقواس النصر التي كُتِب عليها (طريق بيزنطة), وأثارت الدولةَ العثمانيةَ مِن جديدٍ فأرسل الباب العالي مذكرةً إلى السفير الروسي بالأستانة، وذلك في صيف عام 1200هـ فيها عدة مطالب، منها: التنازل عن حماية بلاد الكرج التي تخضع للسيادة العثمانية، وتسليم حاكم الفلاح العاصي للدولة، ورفضت روسيا المذكرة، فأعلن الباب العالي الحربَ، وسجَنَ السفيرَ الروسيَّ.