هو الإمامُ الفاضلُ العلَّامة، الفقيهُ المحَدِّث اللُّغوي النحوي الأصولي: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، الملقب بمرتضى الزبيدي، أصلُه من واسط العراقِ، ولد بالهند سنة 1145, ونشأ في زَبيد، وتوفِّي في مصر، كان عالِمًا بالأدب والأنساب والحديثِ، قرأ على الشيخ عبد الرحمن العيدروس مختصر السعد بمكة، ولازمه ملازمةً كليةً وألبسه الخرقةَ وأجازه بمروياته ومسموعاته، وهو الذي شوَّقه إلى دخولِ مِصرَ بما وصفه له من علمائِها وأمرائها وأدبائِها وما فيها من المشاهِدِ الكرام، فاشتاقت نفسُه لرؤياها، ثمَّ ورد الزبيديُّ إلى مصر في تاسع صفر سنة 1169، وسكن بخان الصاغة، وفي مصر شرع في شرحِ القاموس حتى أتمَّه في عدة سنين في نحو أربعة عشر مجلَّدًا، وسمَّاه تاج العروس، ولَمَّا أكمله أولم وليمةً حافلةً جمع فيها طلاب العلم وأشياخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة 1181، وأطلعهم عليه واغتَبَطوا به وشَهِدوا بفضله وسَعةِ اطلاعه ورسوخِه في علم اللغة، وكتَبوا عليه تقاريظهم نظمًا ونثرًا، وله مصنَّفات عديدة، منها: إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، وعقود الجواهر المنيفة في الفقه الحنفي، ولقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة، وغيرها من المصنفات.