لَمَّا رجع الشريف بعد حملتِه غيرِ الموفَّقة على قصر الشعراء في أعالي نجد، انفرد عن كثير من البوادي وأكثرهم من مطير وقبائل شمر ورئيسهم مسعود الملقَّب حصان إبليس، وانحازوا إلى ماء معروف بالعدوة لشمر قُربَ حائل، فنهض لهم الأمير سعود بن عبد العزيز واستنفر أهلَ نجد البادي والحاضر، فسار بجنوده حتى نازلهم في تلك الناحية ووقع بينهم قتالٌ شديد، فانهزمت تلك البوادي وقُتِل منهم قتلى كثير من بينهم قائدُهم حصان إبليس، وغنم الأمير سعود منهم غنائِمَ عظيمةً، فلما انهزم هؤلاء البوادي وأُخِذت أموالهم استنفروا من يليهم من قبائلِهم ممَّن لم يحضر الوقعة، وأرسلوا إلى سعود يدعونه للمنازلة، فأقبلوا إليه وهو يقسم الغنائم في العدوة، فثبت لهم سعود وجنودُه وأوقدوا فيهم وفي إبِلِهم بالبارودِ والرصاص، فلما أراد مُقَدَّمهم مسلط بن مطلق الحربا أن يطأ بفرسِه بساطَ سعود ليفيَ بنَذرِه، اختطفه جنودُ سعود وأردوه قتيلًا، فانهزمت البوادي لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، وتركوا إبِلَهم مقرونةً بالحبال فغَنِمَها سعود وجميعَ ما معهم من الغنم والمتاع، ثم أخذوا في مطاردتهم يومين يأخذون الأموال ويقتلون الرجال.