لَمَّا بلغ أهلَ الأحساء هزيمةُ بني خالد في الشيط، وقع الرعب في قلوبهم وخافوا خوفًا عظيمًا، ثم سار الأمير سعود بجنوده ناحيةَ الأحساء فنزل الردينية الماء المعروف في الطف فأقام أيامًا وأتته المكاتبات مع رسل أهل الأحساء يدعونه إليهم ليبايعوه، فارتحل منها وسار إلى الأحساء ونزل عينَ النجم خارج البلدِ، فخرج إليه أهلُها وبايعوه على دين الله ورسولِه والسمع والطاعة, ثم دخل جيشُ سعود الأحساءَ فهَدَموا جميع ما فيه من القباب والمشاهِدِ التي على القبور، والمواضِعَ الشركية, ثم أقام سعود قريبًا من شهر رتَّب أئمة المساجِدِ وأمَرَهم بالمواظبة على الصلواتِ وإقامة الجُمَع والجماعات، ونادى بإبطال جميعِ المعاملات الرِّبوية وما خالف الشَّرعَ، ورتب الدروسَ وجعل فيهم علماءَ مِن قَومِه يعلِّمونهم التوحيد, وكان أهلُ الأحساء قد أبطنوا الغدرَ ونَقْضَ العهد، وقَتْلَ العلماء المعَلِّمة وأميرَهم وصاحِبَ بيت المال، وكانوا نحوًا من 30 رجلًا, فأجمعوا على ذلك فقتلوا أميرَهم محمد بن حملي، وقتلوا البقية وجرُّوهم في الأسواقِ، وفعلوا بهم أفعالًا قبيحةً, واستولى زيدُ بن عريعر على الأحساءِ.