نزل سيلٌ عظيم أشفق منه كثيرٌ من أهل البلدان، وغرق منه حلةُ بلد الدلم ومحاها، ولم يبقَ مِن بيوتها إلا القليل. وذهب لهم أموالٌ كثيرة من الطعام والأمتعة وغيرها, ونزل على بلدِ حريملاء بردٌ لم يُعرَف له نظير وخسَف السطوحَ وقتَلَ بهائمَ، وكسَّر عُسبان النخل والأشجار، وهَدَّم الجدران، حتى أشرفوا على الهلاك، ثم جاء في الصيف سيلٌ عظيم أشفق منه أهل البلدان، وهدم بعضَ حوطة بني تميم، وذهب بزروعٍ كثيرة محصورة، وجاء في وادي حنيفة سيلٌ عظيم هدم في الدرعية بيوتًا وارتفع على الدكاكين، وهدمَ في العُيينة بيوتًا كثيرةً، وسمَّى أهلُ الدرعية هذا السيل موصة.