قبل مبايعة الشريف غالب بايع أهلُ المدينة الإمام سعود على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وهُدِّمت جميعُ القباب التي على القبور والمشاهد, وذلك أنَّ آل مضيان ورؤساء حرب ومن تبِعَهم من عُربانهم كانوا قد أحبُّوا الدعوة وأتباعها، فوفدوا على الإمام عبد العزيز في عهدِه وبايعوه, وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلِّمُهم فرائض الدين ويقرِّرُ لهم التوحيد، فاجتمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليَها ثم أمرهم الإمام عبد العزيز ببناء قصرٍ فيها فبَنَوه وأحكموه واستوطنوه، وتَبِعَهم أهل قبا ومن حولهم وضيَّقوا على أهل المدينة وقطَعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين، وأرسل إليهم سعود وهم في موضِعِهم ذلك الشيخ العالم قرناس بن عبد الرحمن صاحب بلد الرس في القصيم, فأقام عندهم قاضيًا ومعلِّمًا كل سنة يأتي إليهم في موضِعِهم ذلك، فلما طال الحصار على أهل المدينة وقعت مكاتبات هذا العام بينهم وبين الإمام سعود وبايعوه هذه السنة.