أقدم السلطان سليم الثالث على عَمَلِ إصلاحات داخلية من عام 1206, وأنشأ فرقةَ النظام الجديد الذي يُلغي دور الانكشارية الذين زاد شرُّهم في الفترة الأخيرة وتدَخُّلهم في كل شيء؛ مِمَّا أثار الجنود الانكشارية فقاموا بثورةٍ عُرِفت بثورة قباقجي وساندهم بعض الأعيان ضِدَّ النظام الجديد، وادَّعَوا أن الجيش الجديد كافرٌ؛ لأنه يرتدي البنطلون لبس الأوربيين بدلًا من الشالوار اللباس التقليدي؛ مما اضطر السلطان إلى أن يلغي النظام العسكري الجديد، ولكن ذلك لم ينفع؛ فإن الثورة الانكشارية بَقِيت على حالها ولم يرضَوا إلا بخلع السلطان، وقامت نكاية بالسلطان بقتل بعض أنصار هذه القرارات الإصلاحية في ميدان آت، ومنهم الدفتردار وكتخدا الدولة، ثم عزلوا السلطانَ سليم الثالث ونصبوا مكانه ابن عمه مصطفى الرابع الذي بات ألعوبةً في يدهم، ومع أنه ألغى كلَّ الإصلاحات التي أمر بها السلطانُ سليم الثالث وألغى كل المؤسَّسات التابعة له، لكنه لم يلبث كثيرًا حتى خلع هو أيضًا.