بينما كان طوسون باشا قائد الروم (قوات جيش محمد علي) في الحجاز يجهِّزُ للهجوم على نجد؛ إذ وصله كتابٌ من أهل الرس والخبراء يعرضان عليه الطاعةَ, فأرسل إلى عسكَرِه في الحناكية بالسيرِ إلى القصيم ودخول الرس والخبراء، فدخلوهما واستوطنوهما واستولوا على ما فيهما من القصيرات والمزارع,, وثبت بقيةُ بلدان القصيم وحاربوا الروم, فلما علم بذلك عبد الله بن سعود استنفر أهلَ الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان وما بين ذلك من نواحي نجدٍ، فخرج من الدرعية واجتمع بمن معه بالمذنب، ثم رحلَ بمن اجتمع به إلى الرويضة بالقُربِ مِن الرسِّ، فخرج عليهم عساكِرُ الروم وحصل رميٌ بالمدافع من بعيد, وذُكِر لعبد الله أنَّ عسكرًا من الروم نازلون على ماء بالقرب من البصير، فهجم عليهم وهم متحصنون في قصر، فقتلهم جميعًا ثم عاد عبد الله إلى عنيزة ودخلها وأخذ يرسِلُ السرايا على عساكر الروم، ونَدِمَ كثير من أهل الرس على طاعتِهم لطوسون، وانحاز عدةُ رجال منهم مع عبد الله، وظَلَّ عبد الله يصابِرُ الروم وتقَعُ بينهم مقاتلات ومجاولات من بعيدٍ إلى أن طلب الرومُ الصلحَ مع عبد الله.