بعد الانتصاراتِ التي حَقَّقَها محمد علي في الجزيرةِ العربيةِ، والتي تمثَّلَت في إسقاطِ الدولة السعودية، قَوِيَ عَزمُه على الإغارة على نواحي السودان، فجهَّز ولدَه إسماعيلَ باشا على رأس حملة لغزو السودان عُرِفَت باسم الغزو التركي للسودان، فغالِبُ جنود الجيش من الأتراك والألبان والمغاربة ولم يشارِكْ في الحملةِ أحَدٌ من المصريين؛ لأنَّ محمد علي لم يبدأ بعدُ بتجنيد المصريين. جمع محمد علي لجيشِ هذه الحملة الذخيرةَ والسِّلاحَ مِن البلادِ القبلية والشرقية في مصر، وأرسل لإحضارِ مَشايخِ العُربان والقبائل، وقد قَدَّمَت قبيلةُ العبابدة للحَملةِ الدَّعمَ بالجمال، وأفراد هذه القبيلة يَعرِفون المناطِقَ الحدودية بشكلٍ جيِّد، ثم في ذي القعدة سافر إسماعيلُ باشا إلى جهة قبلي، وهو أمير العسكر المعيَّنة لبلاد النوبة، والباشا محمد علي في الإسكندرية. لم تواجِهْ حملة إسماعيل باشا أيُّ مقاومة في السودان حتى وصلت قواتُه إلى حدود مملكة الشايقية، حيث كانت أوَّل مقاومة للغزو التركي، والذين تمكن إسماعيل من هزيمتِهم في معركة كورتي، ثمَّ واصلت قواتُ محمد علي لفتحِ عَدَدٍ مِن أقاليم السودان، فوصلوا إلى أعالي نهر النيل، وفتحوا دارَ فور وكردفان، كما تمكَّن إسماعيلُ باشا من إخضاعِ دَولةِ سنار التي خرجَ إليه سلطانُها السلطان بادي السادس مبايعًا له ومُعلنًا بذلك نهايةَ سلطنة سنار الإسلامية أعظَمِ الممالك الإسلامية التي ازدهرت في السودان