بعد أن أعلنت روسيا الحربَ على الدَّولةِ العُثمانية في شوال مِن هذا العام، اجتازت نهرَ بروت الفاصل بين الدولتين والذي يرفدُ نهر الدانوب قُربَ مَصَبِّه، واحتلت عاصمةَ إقليم البغدان ياش الواقعةَ على النهر، ثم دخلت بخارست عاصِمةَ الأفلاقِ، وجعلت على الإقليمينِ حُكَّامًا من قِبَلِها، ثم اجتازت نهرَ الدانوب واتَّجَهت جيوشُها لحصار مدينةِ فارنا الواقعةِ في بلغاريا على ساحلِ البحر الأسود، وحاصرَتْها برًّا وبحرًا، وجاءت إليها الإمداداتُ برًّا وبحرًا، ولكِنْ سَلَّمَت في النهايةِ عن طريق الخيانة بعدما يئس الروس من دخولِها، وكان تسليمُها في أول ربيع الثاني عام 1244هـ على يد يوسف باشا أحدِ القادة العثمانيين الذي التجأ أيضًا إلى بلاد الروس، وكذلك احتَلَّت روسيا مدينةَ قارص في شرق الأناضول، ثم تقدَّمت من جهةِ الغربِ واحتلَّت مدينةَ أدرنة، وخافت فرنسا وإنكلترا من أن تحتَلَّ روسيا استانبول فسارعتا للوقوفِ في وجه روسيا، وبجهودِ مملكة بروسيا عُقِدَت معاهدةُ أدرنة عام 1245هـ.