هو الجَعْدُ بن دِرهَم، رَأسُ المُعَطِّلَة، أصلُه من خُراسانَ، ويقالُ: إنَّه من موالي بني مَرْوانَ، وُلِدَ في خُراسان وهاجَر بعدَ ذلك إلى دِمَشق حيث أقام هناك، وهو أوَّلُ مَن ابْتَدَع: أن الله ما اتَّخَذَ إبراهيمَ خَليلًا، ولا كَلَّمَ موسى، وأن ذلك لا يَجوزُ على الله. كان الجَعْدُ زِنْديقًا، شَهِدَ عليه مَيمونُ بن مِهران، فطَلَبَه هِشام، فظَفَر به، وسَيَّرَهُ إلى خالدِ بن عبدِ الله القَسري في العِراق فقَتَلَه يومَ النَّحْر، وقد وقع الخلافُ في تحديدِ سنةِ قَتلِه، ورجَّح بعضُ الباحثينَ أنَّ حادثةَ قَتلِه وقعَت بين سنة (106هـ) و(110هـ) .وهو مُؤسِّسُ مَذهَبِ الجَهْميَّةِ، وأوَّلُ من أظهَر مقالةَ التَّعطيلِ للصِّفاتِ، وأخذَها عنه الجَهْمُ بنُ صَفوانَ وأظهَرها؛ فنُسِبَت مقالةُ الجَهْميَّةِ إليه.وقد قيل: إنَّ الجَعدَ أخذ مقالتَه عن أبانَ بنِ سَمعانَ، وأخذها أبانُ عن طالوتَ ابنِ أُختِ لَبيدِ بنِ الأعصَمِ، وأخذها طالوتُ من لَبيدِ بنِ الأعصَمِ اليهوديِّ السَّاحِرِ الذي سحَر النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.