وقَعَ بردٌ شديدٌ في نجدٍ أضَرَّ بالنخلِ وقطرت العسبان دبسًا مِن شدة البرد، فلما جاء الصيفُ بان الخَلَلُ في النخيل ويَبِس أكثر عسبانها، وأما الزرع والقتُّ والنبات فضرَرُه قليل، ثم حصل في السنة التالية بردٌ أعظم من الأول حتى تجمَّد الماء في السواقي والزروع وبين الميزاب والأرض، وأضَرَّ بالنخل، وفي هاتين السنتين ما اختَلَّ حمل النخل، بل كان على معتاده، فلما كانت سنة الخمسين لم يحمِل النخلُ إلا بنصفِ حملِه.