أعلن عبد القادر الجزائري الجهادَ ونظَّم حُكمَه، فكان بمثابةِ رئيس للوزراء وله نائب ووزراء، واتخذ من مدينةِ المعسكر قاعدةً له، واتَّصل بمن بقي من العثمانيين، فأعلنوا السَّمعَ والطاعة، ثم بويع أميرًا للجهاد في جمادى الآخرة 1248هـ / تشرين الثاني 1832م، ثم قَوِيَ أمره حتى جرت بينه وبين الجنرال دي ميشيل معاهدة بتاريخ 17 شوال 1249هـ / 26 شباط 1834م لوقف القتالِ، وإطلاق سراح الأسرى، وحرية التجارة، واحترام عادات وديانة المسلمين، لكِنَّ المعاهدةَ لم تَرُقْ للفرنسيين الذين غيَّروا دي ميشيل وعيَّنوا مكانه حاكمًا للجزائر هو تريزل، وكان عبد القادر الجزائري قد سار إلى موسى حسن الذي احتَلَّ بلدة المدية، فانتصر عليه، وكان لا بد من الصدام مع الفرنسيين. فعندما خرج الجنرال الفرنسي تريزل على رأسِ جيش مكون من 2500 جندي مدعَّمين بمؤونة وذخيرة ومدافع، كان متوجهًا لمعسكر عاصمة الأمير عبد القادر آنذاك. حيث هاجَمه الأميرُ عبد القادر على نهر المقطع قُربَ الساحل، فانتصر عليه انتصارًا عظيمًا، اضطر الفرنسيون على إثره إلى توقيع معاهدة المقطع مع عبد القادر في ربيع الأول 1251هـ / حزيران 1853م. يَعتَبر الجزائريون معركةَ المقطع من أشهر المعارك التي خاضها عبد القادر الجزائري ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز ال26 سنة، ويذكر أن عدد قتلى معركة المقطع 500 قتيل فرنسي.