حاول الإمام فيصل أن يتفادى الصدامَ مع القوة المصرية الموجَّهة إليه؛ إذ لا قِبَلَ له بها. فأرسل الهدايا مع مبعوثٍ منه إلى قائدَيها خالد بن سعود وإسماعيل بك، إظهارًا لحُسن نيته. ولما عاد المبعوث أطلع الإمامَ على نيات محمد علي باشا في مهاجمةِ البلاد. وواصلت الحملةُ تقَدُّمَها من المدينة النبوية إلى الحناكية، وكان الإمامُ فيصل لما بلغه مسيرُ العساكر المصرية بقيادة إسماعيل بك وخالد بن سعود، استشار رؤساءَ رعيَّتِه الذين عنده، في المسير إليهم أو عدَمِه، فأشار عليه عبد الله بن علي رئيسُ جبل شمر بالنفيرِ والمسير وأن يقصِدَ القصيم ويقيمَ فيه وينزِلَ قبل أن يقدمَ العساكِرُ، فيجيبونه ويتابعونه، فيكون نزوله عندهم فيه ثباتٌ لهم ورِدَّةٌ عن عَدُوِّه، فاستنفر الإمامُ فيصل قواته في الأحساء، وجنوب نجد وسدير، وتقَدَّم من الرياض إلى القصيم؛ لملاقاة القوات المصرية والدفاع عن المنطقة.