بعد معركة المعتلا سنة 1283 عزل عبد الله بن فيصل أميرَ الأحساء محمد السديري بعد أن اتَّهَمه بالضعف في موقِفِه من بعض قبائل العجمان وبني مرة التي أيَّدت سعودًا وعيَّنَ خلفًا له ناصر بن جبر الخالدي، كما أرسل قواتٍ بقيادة أخيه الصغير عبد الرحمن لشرق البلاد لمراقبة تحُّركات سعود ومؤيديه، فانتقل سعود من البريمي إلى البحرين التي ساعده شيخُها بقوات ناوشت الحامية النجديَّةَ في قطر، ثم عزز سعودٌ قواتِه بمساعدة بني خالد والعجمان بعد استمالةِ زعيمِهم راكان بن حثلين، وكان سعود يطمَعُ في السيطرة على المنطقة الشرقيَّة بانتزاعها من يد أخيه عبد الله، فتوجهت قوات سعود إلى الأحساء وخرج لملاقاتهم أمير الأحساء ناصر بن جبر الخالدي المؤيِّد للإمام عبد الله، فالتقى الطرفان في الوجاج، ودارت الحربُ بينهما فكان النصر حليف سعود، وفرَّت قوات ناصر إلى داخل الأحساء، فحاصرها سعود لمدة أربعين يومًا، فأرسل عبد الله قوات من الرياض لِمساعدة حامية الأحساء قواته في الأحساء إلَّا أن هذه النجدات اشتبكت مع قوات سعود في بئر جودة، وكان النصر في المعركة حليفَ سعود، وأسَرَ أخاه محمدًا وسجنه في القطيف، وقُتِلَ فيها 500 جندي من الفريقين، وتمكن سعود من حكم الأحساء التي استسلم أهلُها له بدون عناءٍ، وأصبح سعود سيِّدَ المنطقة الشرقية. وتعتبَرُ معركة بئر جودة بدايةَ النهاية للدولة السعودية الثانية التي بدأت منذ هذه المعركة في الضَّعفِ حتى قضى عليها ابنُ رشيد سنة 1309هـ.