الشَّراكسة أو الشركس (أو الجركس) واليونان هم أوَّلُ مَن أطلق عليهم هذا الاسمَ. وهذا الاسمُ لم يطلِقْه أيُّ شَعبٍ على نفسِه، ويُطلق حاليًّا على أعراقِ شمال القوقاز، مثل الأديغا، ويقطنون حاليًّا في شركيسيا والقبردي والأديغي والسواحل الشمالية الغربية للقوقاز على البحر الأسود، والأبخاز في جمهورية أبخازيا حاليًّا، والشيشان في جمهوريتي الشيشان وأنغوشيا والمناطق المجاورة، وبعض القبائل القليلة من الداغستان. هاجر الكثيرُ منهم إلى بلاد الشام وباقي أرجاءِ الدولة العثمانية هِجرةً قسريةً؛ نتيجةً للحرب التي استمَرَّت قرابة المائة وعشرين عامًا مع روسيا القيصرية، استقَرَّ معظم الشراكسة المهاجرين في تركيا حيثُ يبلغ عددهم اليوم فيها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، بينما استقَرَّت مجموعات منهم في بعض بلاد الشام، مثل سوريا والأردن وفلسطين، في سوريا استقَرَّ معظم الشراكسة في هضبة الجولان وأنشؤوا قراهم هناك، والباقون سكنوا مدينة دمشق، أما في الأردن فاستقَرَّ معظمهم في عمان ووادي السير وناعور وصويلح والزرقاء وجرش، وقد بنوا أول البيوت الطينية في عمان في المنطقة التي لا تزال حتى الآن تُعرَف بالمهاجرين نسبةً إلى المهاجرين الشركس، وشارع الشابسوغ نسبةً إلى عشيرة الشابسوغ التي كانت أوَّلَ مَن سكن فيه، وفي فلسطين استقَرَّ الشراكسة في الشمال؛ حيث أنشؤوا قريتي كفركما والريحانية، وقد حافظ الشركس على مجتَمَعِهم ولغاتهم وتقاليدِهم في تركيا وسوريا والأردن وفلسطين؛ بسبب قلة اختلاطهم بالشعوب الأصلية في تلك المناطق، وبقاء الكثير منهم منعزلًا في قراهم التي هاجروا إليها، إلا ما يكون من اختلاطهم بالناس في التجارة وما إليها.