هو الوزيرُ المؤرِّخُ خير الدين باشا التونسي، مِن رجال الإصلاحِ السياسيِّ الإسلامي، وهو شركسيُّ الأصل من القوقازي، ولِدَ سنة 1225هـ، قَدِمَ إلى تونس صغيرًا، وقضى بها مُعظَمَ حَياتِه، اتَّصَل بصاحبِها (الباي أحمد) وأثرى وتعلَّم بعض اللغات وتقلَّد مناصِبَ عديدةً عالية آخِرُها منصب رئيسِ الوزراء، وبسَعيِه أُعلِنَ دستور المملكة التونسية سنة 1284 هـ - 1867م، ولكنَّه ظَلَّ حِبرًا على ورق. وفي سنة1294 هـ - 1877م قام بعدة إصلاحاتٍ، وقاوم الحُكمَ الاستبداديَّ، وعَمِلَ على إقامة العدل، وساهم في وضعِ قوانين مجلس الشورى الذي أصبح رئيسًا له سنة 1861م، وأمام ازديادِ فسادِ الوضع السياسي في البلاد نتيجةَ سوءِ تصَرُّف المسؤولين وسَرِقاتهم قدَّم خير الدين استقالتَه من جميع وظائفِه سنة 1862، واستغرقت فترةُ انقطاعه سبع سنوات، انعزل فيها في بستانِه يتأمَّلُ ويكتب، ثم خرج إلى الأستانة وتقَرَّب من السلطان عبد الحميد العثماني، فولاه الصدارةَ العظمى سنة 1295 هـ فحاول إصلاحَ الأمورِ، فأعياه، فاستقال سنة 1296هـ ونُصِب (عضوًا) في مجلس الأعيان، فاستمَرَّ إلى أن توفي بالأستانة. له كتابٌ في سياسة الإصلاحِ مَعروفٌ باسم "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك".