بعد خَلعِ السلطانِ عبد الحميد الثاني أصبح كُلُّ شيء في الخلافةِ بيَدِ الاتحاديِّين، أمَّا الخليفةُ محمد رشاد فكان صورةً، غيرَ أن الأمر لم يطُلْ؛ إذ لم يتعاقَبْ على الخلافة سوى ثلاثة خلفاء، وكانت الدولةُ قد اشتركت في الحربِ العالمية الأولى بجانب ألمانيا، فهُزِمَت وتجزَّأت، وغادر البلادَ رِجالُ الاتحاد البارزين، أو الذين بيَدِهم الأمرُ والنهي، وجاء إلى الحُكمِ مصطفى كمال، وفي أيامِ الخليفة محمد رشاد الذي عُيِّنَ بدل عبد الحميد جرت الانتخاباتُ النيابية عام 1330هـ وفاز الاتحاديون وانتَشَرت الدعوة القوميَّة، وبدأت شعاراتُ الاتحاد والترقي في المساواة تذهَبُ هدرًا بعَدَمِ تَساوي الترك مع بقية العناصِرِ التي تؤلِّفُ الدولةَ العثمانية، وبدأت المهاتراتُ الصحفيةُ، وظهر الاختلافُ بين الدعوة المركزية واللامركزية، وتعني أن تأخُذَ الولايات غيرُ التركية استقلالًا ذاتيًّا، وتبقي خاضعة خارجيًّا لاستانبول، وتبنَّى الاتحاديون المركزيةَ، وبدأت التياراتُ الفكريةُ تتخَبَّطُ ويُشعِلُ نارَها اليهودُ والنصارى!