أبلغت لجنةُ الحلفاء العليا المقيمة في باريس الحكومةَ العثمانيةَ قرارًا يقضي بنزول الجيوشِ اليونانية في أزمير ويحذِّرونها من المقاومة، فأبلغت الحكومةُ التركية والي أزمير الالتزامَ بالهدوء وعدمِ المقاومة؛ لأن الحلفاءَ سيحتلون أزمير، ثم ظهر الأسطولُ الإنجليزي في مياه المدينة في 14 أيار، وأبلغ القائدُ الإنجليزي كالثورب واليَ أزمير بأنَّ الاحتلال سيكون من قِبَل اليونان وليس من قِبَل الحُلَفاء، فصُعِقَ الوالي لذلك الخبر، وبدأ الإنزال اليوناني في 15 أيار، وطاف الجنود اليونانيون الشوارعَ في تحدٍّ سافرٍ مثيرٍ للمشاعِرِ، وأطلقوا النارَ على الأتراك وأجبروهم على خلعِ طرابيشهم وداسوها بأقدامِهم، واستفزُّوا الضباطَ بالبصاق في وجوههم، وأخذوا بانتزاعِ الحجاب عن وجوه النساء المسلِمات، وفي زحمة هذه الأحداث رست الباخرة أينبولي في مياه أزمير بين الأسطول الإنجليزي والبواخر اليونانية، ونزل منها مصطفى كمال (أتاتورك) بصورةٍ مفاجئة، وهو الذي من المفروض أن يكون قد سافر إلى الأناضول، وبالذات إلى مدينة سامسون عن طريق البحر الأسود؛ لذلك في اليوم التالي لسفره طلبته الحكومة لتأكُّدِها من إثارته للاضطرابات، فانفجرت روحُ المقاومة، وتشكَّلت جمعياتٌ سرِّية، مثل جمعية القرقول، وامتدَّت المقاومة والأعمال الفدائية إلى مناطِقَ متعددة في البلاد، واستغل مصطفى كمال هذه الفوضى، وأعلن استقلالَ نَفسِه وعدمَ ارتباطه بالخليفة أو الحكومة، وأخذ يحرِّضُ الناس على الثورة ضِدَّ الحكومة العثمانية.