كان السلطانُ وحيد الدين يدرِكُ أنَّ ما فقدته الدولة العثمانية لا يمكِنُ أن يعود إلا بالقتال، فكلَّف سرًّا مصطفى كمال بمهمة إثارة القلاقل في الأناضول، وعيَّنه مفتشًا عامًّا لجيوش الأناضول ليعمِّيَ على الحلفاء -وخاصة الإنجليز- الدور الذي سيلعبه مصطفى كمال في إثارة الفوضى فيها، لكِنَّ مصطفى كمال لم يذهب للأناضول، وإنما اتَّجه إلى أزمير بتدبير مع الإنجليز ودخَلَها مع دخول القوات اليونانية، واستغل الفوضى التي ترتَّبت على مذابح اليونانيين في الأتراك، واستثمر حماس الأتراك لجهادِ المحتَلِّ، وأعلن استقلالَه عن السلطان في استانبول وأظهر أنه المنقِذُ لتركيا. أزعجت تصرفاتُ مصطفى كمال الحكومةَ العثمانية، وانتهى الأمر بإقالته، لكنَّ مصطفى كمال عقد مؤتمرًا في أرضروم دعا فيه إلى وحدة البلاد ضِمنَ الحدود القوميَّةِ.