أثار انتصار قوات الإخوان (إخوان من أطاع الله) في تربة وتفوقهم العسكري مخاوف الإنجليز من توسع الملك عبدالعزيز تجاه الحجاز على حساب حليفهم الشريف حسين لذلك حاولت بريطانيا تخفيف حدة الصراع والتوتر بين الحجاز ونجد والحيلولة دون تقدم آل سعود إلى الحجاز بأن طلبت منه أن يسحب قواته من الحجاز، ثم دعا اللورد كيرزون وزير الخارجية البريطانية لعقد مؤتمر في مبنى وزارة الخارجية في لندن دعا إليه مسؤولون بريطانيون مختصون بالشرق الأوسط فأشار في المؤتمر جون فيلبي سكرتير برسي كوكس المعتمد البريطاني في الخليج إلى أن الملك عبدالعزيز لن يتقدم نحو الأراضي الحجازية لأنه أكثر حكمة من أن يلحق الإساءة بعلاقته مع بريطانيا من خلال توسعه في الحجاز إلا أن كيرزون أوضح أن الموقف لا يسمح بالتكهنات والاحتمالات حول تقدم الملك عبدالعزيز نحو الحجاز واقترح إرسال مبعوث للرياض لإبلاغ الملك عبدالعزيز انزعاج بريطانيا من سوء علاقته بالهاشميين وكُلف فيلبي بتبليغ رسالة الإنجليز للملك عبدالعزيز وأمرت الخارجية البريطانية الجنرال اللنبي المندوب السامي في القاهرة أن يرسل ست طائرات حربية إلى جدة لمساعدة الحسين إذا ما حاول الملك عبدالعزيز التقدم نحو الحجاز، وعند ما أظهر الشريف حسين انزعاجه من حسن تعامل بريطانيا مع الملك عبدالعزيز أرسل اللنبي إليه يطمئنه بأن الحكومة البريطانية لن تتخذ موقفا يضر بمصالحه ويؤُخذ بعين الاعتبار شروط المعاهدة بين حكومة بريطانيا والملك عبدالعزيز التي تتعهد بموجبها حمايته والاعتراف باستقلاله ورجاء الامتناع عن إثارة أية مشكلة قد تؤدي إلى توتر العلاقات مع الملك عبدالعزيز.