قامت حكومةُ الاحتلال البريطاني بتشكيل لجنة عُرِفَت باسم "لجنة ملنر"؛ وذلك من أجل التحقيق في أسباب اشتعال الثورة المصرية المعروفة بثورة 1919م، على الرغم من أن الإنجليز هم من خطَّط لقيام ثورة احتجاجٍ على اعتقال أعضاء الوفد المزمَع سفرُهم للتفاوض في باريس؛ وذلك لمزيد من صناعة أعضاء الوفدِ سعد زغلول ورفاقه كزعماء وطنيين بدلًا من الزعامة الوطنية الموجودة في البلاد، كمصطفى كامل، فقدَّمت لجنة ملنر مقترحاتٍ لتنظيم الأحوال في مصر، ومن هذه المقترحات:1- لكي يبنى استقلال مصر على أساس متين دائم يلزم تحديدُ العلاقات بين بريطانيا العظمى ومصر تحديدًا دقيقًا، ويجب تعديلُ ما تتمتع به الدول ذوات الامتيازات في مصر من المزايا، وجعلها أقلَّ ضررًا بمصالح البلاد. 2- ولا يمكن تحقيقُ هذين الغرضين بغير مفاوضات جديدة تحصل للغرض الأول بين ممثِّلين معتَمَدين من الحكومة البريطانية وآخرين معتَمَدين من الحكومة المصرية، ومفاوضات تحصل للغرض الثاني بين الحكومة البريطانية وحكومات الدول ذوات الامتيازات، وهذه المفاوضات ترمي إلى الوصولِ إلى اتفاقات معيَّنة ومبنية على قواعِدَ مُعينةٍ.