اندلعت ثورة 1920 في فلسطين احتجاجًا على وعد بلفور، وبدأت أحداثها في القدس، ثم امتدت إلى مختلف المدن الفلسطينية؛ فقد سارت جموعٌ حاشدة في مظاهرات صاخبة طافت شوارعَ القدس، وهي رافعة صورة فيصل بن الحسين بصفته ملكًا لسوريا وفلسطين. وحينما وصلت المظاهرة باب يافا في القدس وقع انفجارٌ قوي تبعه قذفُ الحوانيت اليهودية بالحجارة، واشتبك المتظاهرون مع اليهود، ثم مع الإنجليز الذين هُرعوا لحمايتهم. وكانت تلك الأحداثُ بداية الهبَّة الشعبية التي استمرت أسبوعًا لم تستطع السلطاتُ البريطانية إخمادَها رغم إعلان الأحكام العُرفية، وبلغت حصيلةُ القتلى والجرحى من الفلسطينيين تسعة قتلى و251 جريحًا. وتعتبر ثورة 1920 بدايةَ الانتفاضات الشعبية الكبرى على الوجود البريطاني والتغلغل الصهيوني منذ العشرينات من القرن العشرين، وللتعبير عن شعورهم بخيبة آمالهم وإحباط مطالبِهم التي وعدهم بها الحُلَفاءُ مقابِلَ الثورة ضد الدولة العثمانية!!