نتيجةً لموقف إنجلترا وفرنسا من مقرَّرات المؤتمر السوري الذي انعقد في مارس تمَّ عقدُ مؤتمر سان ريمو الذي حُدِّدت فيه مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، فانعقد المجلس الأعلى للحلفاء، الذي يعتبَرُ امتدادًا لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية، في المدة ما بين التاسع عشر والخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1920؛ للبحث في شروط الحلفاء للصلحِ مع تركيا طبقًا لمعاهدة سيفر والمصادقة عليها، وذلك بعد إعلان المجتَمِعين في المؤتمر السوري -الذي عُقِدَ في مارس- استقلال سوريا ومناداتهم بفيصل ملكًا عليها. وقد قرر الحلفاء: استقلال سوريا تحت الانتدابِ الفرنسي. واستقلال العراق تحت الانتداب البريطاني. ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها. ولم يكن قرارُ الانتداب في سان ريمو إلَّا تطبيقًا لاتفاقية سايكس بيكو المشهورة، وإصرارًا قويًّا من فرنسا على احتلال سوريا. وكان قرار المؤتمر ضربةً شديدة لآمال الشعب في استقلال سوريا ووحدتها، فقامت المظاهراتُ والاحتجاجات، واشتعلت النفوسُ بالثورة، وأجمع الناسُ على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعاتُ بين زعماء الأمة والملك فيصل، وأبلغوه تصميمَ الشعب على مقاومةِ كُلِّ اعتداء على حدود البلاد واستقلالها.