لَمَّا بلغ عبد العزيز أنَّ ابن بجاد زعيم عتيبة وأمير الغطغط -أول هجرة لقبيلة عتيبة- التقى بجماعةٍ مِن تجار القصيم فقتَلَهم واستباح أموالَهم، أذن بالزَّحفِ على الإخوان العصاةِ، فاجتمع مع عبد العزيز على حَربِ المتمرِّدين من الإخوان (إخوان من أطاع الله) حَضَرُ نجدٍ وبوادي حرب وقحطان وسبيع من الإخوان، وقِسْم من عتيبة المعارضين للدويش وابن بجاد، وخرج بهم عبد العزيز في 22 رمضان من هذا العام، وقد تجمَّعت قواتُ فيصل الدويش وابن بجاد في مكانٍ يقال له روضة السبلة -بين الزلفي والأرطاوية- وفي يوم 18 شوال 30 مارس هاجم الإخوانُ بقيادة فيصل الدويش زعيم مطير جيوشَ الملك عبد العزيز، وحملت عليهم قواتُ الملك عبد العزيز حملةً عنيفة لم يقدِروا على رَدِّها، ولم ينتصف النهار حتى ولَّى الإخوانُ الأدبارَ، ففَرَّ ابنُ بجاد من المعركة، وجُرِحَ الدويش فتمكَّنَ أحدُ أتباعه أن ينجوَ به إلى الأرطاوية، ثم حُمل جريحًا إلى الملك يحوطُ به بناتُه وزوجته وهنَّ يبكين يستشفِعْنَ فيه، وأُنزِلَ بين يديه فالتفت إليه الملك قائلًا: هذا فِعلُك بيدك، فأجاب الدويش: يا الإمامُ إن عاقَبْتَ فبذنوبنا، وإن عفَوْتَ فأنت أهلُ العفو، فعفا عنه، وبعد ثلاثة أيام استسلم ابن بجاد في مدينة شقراء، فأمر بسَجنِه في الأحساء؛ لأنَّه كان أكثر قادة الإخوان قناعةً بمبادئه وإيمانه بها؛ ولذلك لم يأمن الملك عبدالعزيز أن يعاوِدَ ابن بجاد انتفاضته لاحقًا ضد الدولة، كما أمر بتدمير بيوتِ الغطغط وأخْذ أسلحتهم؛ لإنهاء مقاومة ابن بجاد تمامًا، ثم أمر الملك ولده وأخاه بتأديبِ العصاة من الإخوان حَسَبَ درجاتِهم، كما أمر ابن جلوي بتأديبِ العجمان في شرق البلاد.