ساءت سيرةُ المَلِكِ أمان الله خان كثيرًا، وسار سيرةَ الأوربيين في زِيِّه وغَيِّه، وترفَّع على شعبِه، بل بدأ يُلزِمُه بما هوَتْه نفسُه من الملابس الأوروبية وسفورِ النساء واختلاطهم، وزاد على ذلك أن أثقَلَهم بالضرائبِ التي هدَّت من كواهِلِهم، حتى نَقموا عليه، فاندلعت الفوضى ضِدَّه، فقام أحدُ قُطَّاع الطرق الطامعين، وهو باجي السقا (ابن السقا) باستغلالِ الأحداث، فاستولى على كابل وفَّرَ المَلِكُ إلى قندهار وتنازل لأخيه الأكبر عناية الله، وهرب هو إلى بريطانيا، ولم يستطِعْ عناية الله مواجهةَ ابنِ السقا الذي تمَلَّك باسم حبيب الله غازي، وأخذ يعيثُ فسادًا في أفغانستان هو وحاشيته، وبقي على هذا الحالة قرابةَ التسعة أشهر، حتى تمكَّن محمد نادر شاه القائِدُ الأفغاني الذي انتصَرَ على الإنجليز سابقًا، من إلقاءِ القَبضِ على ابن السقا وأعدَمَه وتسَلَّم أعباءَ الحُكمِ، وساعده على ذلك سيرتُه الحميدةُ أمام الناس وجِهادُه المعروفُ ضِدَّ الصليبيين من روس وإنجليز، فقضى على الفسادِ والرشوة، وقَدَّم خِدماتٍ واسعةً للبلادِ.