كان البريطانيون قد سبقوا الأمريكانَ إلى التنقيبِ عن النفطِ في غرب الخليج العربي. ولم تُسفِرْ بحوثُهم عن نتيجةٍ، فكتبوا إلى السلطان عبد العزيز يأسَفون على ما أضاعوا من جهدٍ ومالٍ، وانصرفوا عن البحثِ، ولَمَّا كان وزير الخارجية الأمير فيصل يزور لندن على رأس بَعثةٍ سياسية تحدَّثَ مع الجهاتِ البريطانية في احتمالِ وجودِ النِّفطِ على الشاطئ الغربي للخليج العربي، فلم يجِدْ في الشركات البريطانية استعدادًا لمجازفةٍ ثانية، وبينما كان الثريُّ الأمريكي كرين في زيارةٍ للسعودية بصُحبةِ المترجم جورج أنطونيوس، سأل كرين الملكَ عبد العزيز عمَّا يمكِنُ أن يقومَ به من مساعدة بلادِه، فطلب منه المَلِكُ أن يُحضِرَ إليه خبيرًا جيولوجيًّا يبحث له عن آبار ارتوازية في مناطق الصحراء لتسقيَ الحُجَّاجَ ويستخدِمَها البادية في الرعي والزراعة، فقال له كرين: سأبعث إليكم بخبير أعتقِدُ أنه سيفيدُ بلادَكم، ولا تكَلِّف حكومتَكم أن تنفِقَ عليه أكثر من تأمين إقامته وتنقُّلاته، فوصل إلى جدة المهندس الجيولوجي الأمريكي تويتشل، فأخذ يبحث عن الماءِ في مسافة 1500 ميل في الحجاز دون أيِّ فرصةِ أمَلٍ لِتَدفُّق المياه في أراضي الحجاز، ولَمَّا كان البحثُ عن النِّفطِ جاريًا في البحرين على يد الشركات الأمريكية، عرض المَلِكُ على تويتشل أن يتَّصِلَ بزملائِه في الشركات الأمريكية للتنقيبِ عن النفط في الأحساءِ بدلًا من البحث عن الماء، وبعد جهدٍ تمَّ الاتفاقُ مع شركة ستاندارد أويل كومباني أوف كليفورنيا على تبنِّي المشروع عام 1352هـ.