منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي كان لليهود محاولات للتسلُّل إلى فلسطين، وعندما عَلِمَ سلاطين الدولة العثمانية وضعوا قوانين صارمة لمنع مثل هذه التسلُّلات، وعاش من كان في فلسطين كأقليةٍ تعتمد على المعونات الخارجية، ثم بعد اضطهاد قيصر روسيا لليهود بسبب محاولتِهم اغتيالَه بدأ قسم كبيرٌ منهم بالهجرة إلى فلسطين، فقَدِمَ الفوجُ الأول إلى فلسطين سنة 1823م وأنشؤوا بعض المستوطنات بين يافا والقدس، لكِنَّها كادت أن تفشل لولا دعم روتشيلد بالأموال الطائلة، ثم قام السلطان عبد الحميد بعرقلة كثيرٍ من هذه العمليات بوضع القوانين الصارمة، أما الفوجُ الثاني فمن سنة 1903م إلى 1914م فقد تراوح عددهم ما بين خمسة وثلاثين ألفًا إلى خمسة وأربعين ألفًا معظمُهم من روسيا، ويتميزون بشدة تعصُّبهم للصهيونية، وشَيَّدوا المستعمرات الصهيونية بأيديهم، وكان ذلك أيام جماعة الاتحاد والترقي، أما الفوجُ الثالث من 1919م إلى 1923م فقُدِّرَ بخمسة وثلاثين ألفًا، وكانت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وقاموا بتشكيلِ دائرة الهجرة في فلسطين، وبدأ اليهود يَقدَمون من كافة أنجاء أوربا؛ كألمانيا، وبولندا، ورومانيا، ومن اليمن، وأمريكا، وغالبهم أصحاب أموال واستثمارات ضخمة وأصحاب خبرات علمية.