بعد أن استقَرَّ الأميرُ إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركتُه محدودةً بعد أن فَرَض عليه الاحتلالُ البريطاني في مصر عدَمَ الاشتغال بالسياسة، وكان من حينٍ إلى آخر يكتُبُ في الصحف المصرية حولَ قضية بلاده. وعندما اشتعلت الحربُ العالمية الثانية نَشِطَ إدريس السنوسي وعقد اجتماعًا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخًا من المهاجرين الليبيين، وذلك في 6 رمضان 1359هـ/ 20 أكتوبر 1939م، وانتهى الحاضِرون إلى تفويضِ الأميرِ في أن يقومَ بمفاوضةِ الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوينِ جيشٍ سنوسيٍّ يشترِكُ في استرجاع الوطن بمجرَّدِ دُخولِ إيطاليا في الحربِ ضِدَّ الحلفاء. وبدأ الأميرُ في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاءِ في الحرب، وأقيم معسكرٌ للتدريب في إمبابة بمصرَ بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي، كانوا فيما بعد عونًا كبيرًا للحلفاء في حملاتِهم ضِدَّ قوى "المحور" في شمال إفريقيا، وساهموا مساهمة فعليةً في الحرب، بالإضافة إلى ما قدَّمه المدنيون في ليبيا من خِدماتٍ كبيرةٍ للجيوش المحارِبة ضِدَّ إيطاليا.