اقترحت أمريكا على إنجلترا أن تشكِّلَ أحلافًا عسكرية من الدوَلِ المحيطة بروسيا على أن تكونَ إنجلترا وأمريكا أعضاءً فيها؛ ليتمَكَّنوا من التدخُّلِ وقتما شاؤوا، واقترحت إنجلترا أن يكون المكانُ بغدادَ، فبدأت ولادة حلف بغداد، ودُعِيت له عدةُ دول غيرَ أنَّ بَعضَها رفض الحلف، وأخذ السياسيون ورجال التخطيط والمخابرات يتردَّدون على بغداد؛ من أجل الحلف وترتيباته اللازمة، وأخذوا يتَّصِلون بمن يقَعُ عليهم الاختيار. ووقَفَت سوريا ومصر والسعودية موقِفَ المعارض، ثم انضَمَّت بريطانيا للحِلفِ ثم باكستان ثم إيران، فعُزِل العراق بذلك عن بقية الدول العربية؛ مما أدى إلى توجيه النقد من قِبَلِ أحزاب المعارضة لحكومة نوري السعيد الذي كان وقتها رئيس الوزراء للحكومة العراقية.