درست الحكومةُ السعودية دراسةً دقيقة سوقَ النفط في العالم, وبدأت تدرِكُ مدى الأرباح الطائلة التي تحصل عليها شركات النفط خارجَ السعودية, مع وجود مبدأ "المناصفة"، وفي نيسان (أبريل) 1959 عُقِد أول مؤتمر نِفطي عربي حضره ممثِّلون عن السعودية، وبدأت البلدان المصدِّرة للنفط تُدرِكُ ضرورةَ القيام بنشاطات جماعية. وقد أثار بالغ القلق لدى هذه البلدان انخفاض الأسعار القياسية. ففي الفترة من سنة 1957 حتى سنة 1960 انخفض السعرُ القياسي للنفط؛ مما أدى إلى تقلُّص كبير في عائدات البلدان المصدِّرة للنفط، وفي أيلول (سبتمبر) عام 1960 أُسِّسَت في بغداد منظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) ضَمَّت العراق، وإيران، والكويت، والسعودية، وفنزويلا. وفيما بعد انضَمَّت إليها أبو ظبي، وقطر، وليبيا، والجزائر، وأندونيسيا، ونيجيريا، والأكوادور، والغابون. وكان الهدف الرئيسي لأوبك إجراء مشاورات بين أعضاء أوبك والشركات حينما تظهر حاجةٌ لتغيير الأسعار, ومراقبة حجم الإنتاج عند الضرورة.