كان الفلسطينيون يشكِّلون نسبةً عاليةً من تَعداد سكان الأردن في تلك الفترة، يتمركزون في بلدة الكرامة على الجانب الأردني، وكانوا قد استهدفوا إسرائيلَ مرارًا عبر هَجَمات خلال الحدودِ مِن قِبَل الفدائيين الفلسطينيين. وكرَدِّ فعلٍ على مجموعةٍ من الهجمات التي صدرت من جانب حدود الأردن قام جيشُ الدفاع الإسرائيلي باجتياح بلدة الكرامة في 21 مارس، وقد أعلن رئيسُ الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول في حينها أنَّ الهدفَ من العملية هو منعُ موجة جديدة من الإرهاب؛ فقُتِلَ في ذلك الاجتياح 128 فلسطينيًّا، وقيل 170. وكاد الإسرائيليون أن ينتصروا ويُكمِلوا اجتياحهم لولا تدخُّل الجيش الأردني بقيادة "مشهور حديثة" فقامت معركة كبيرةٌ بين الجيشين عُرِفَت باسم معركة الكرامة. قُتِلَ في المعركة 250 جندي إسرائيلي وجُرح 450، كما فقد جيشُ الدفاع الإسرائيلي مئات الآليات. وقُتِل من جانب الجيش الأردني 60 جنديًّا. وصُنِّف هذا النصرُ على أنَّه أول انتصار لجيش عربي على إسرائيل.