كان جعفر محمد النميري قد أُرسِلَ إلى أمريكا للحصول على رتبةِ أركان حرب، ورجع بعد أقل من سنتين ورُفِع إلى رتبة عقيد، وكان قد عُيِّن كقائدٍ ثان في مدرسة المشاة في جبيت، وفي 9 ربيع الأول 1389هـ / 25 أيار قام بانقلابٍ عسكريٍّ واستولى على الحُكم، وأزاح وزارةَ محمد أحمد محجوب، وشكَّل مجلِسًا للثَّورة والحكومة، وأعاد عددًا من الضبَّاط الذين كانوا قد أُقيلوا سابقًا، وكان الانقلابُ العسكريُّ قد استهدف الجبهةَ الإسلاميَّةَ قبل غيرها؛ إذ اعتَقَل أعضاءَها قبل أن يعتَقِلَ أعضاءَ الحكومة، وحَمَل الانقلابُ عنوانًا اشتراكيًّا، وضَمَّ عناصرَ مختَلِفةً مِن شيوعيَّة واشتراكيَّة مع عملهم بالوقتِ نفسِه بخَطِّ الرأسمالية، وبدأت الحركةُ بتطبيق الاشتراكية في بعض القطاعاتِ، وانقسمت البلادُ إلى قسمين: الحكومةُ وأنصارُها من جهةٍ، وجبهةُ المقاومةِ الشَّعبيةِ مِن جهةٍ أخرى.