عمِلَت الثورة اللِّيبيةُ على إقامة اتِّحاد الجُمهوريات العربيَّة المتحِدة الذي تألَّف مِن مصرَ وسُوريا ولِيبيا، وكانت طرابلسُ مَقرَّ المباحثاتِ التي دارت لإقامةِ هذا الاتِّحاد، ووُقِّع الميثاقُ في بَنغازي ووُقِّع بعدها الاتِّفاقُ على الوَحدةِ الاندماجيةِ مع مصرَ، وتمَّ حلُّ هذا الاتِّحادِ في آذار 1977 مع بِداية المفاوَضات بين الساداتِ وإسرائيلَ، وقد عانى الاتِّحاد مُنذ خُطواته الأولى من الكثيرِ من المشاكلِ الناشئة عن تَوالي الأحداثِ في المنطقةِ العربيَّة، وفي دُوَل الاتِّحاد ذاتِها، وكان أبرَزَها الخلافاتُ الدَّائمة بين دُولِ الاتِّحاد، ثم الحربُ العربيَّة الإسرائيليَّة في تِشرين الأوَّل عام 1973، كما جاءت رُدود فِعلِ الحكومة العراقيةِ بسَبب الإعلانِ عن الاتِّحاد دونَ تَوجيهِ الدعوةِ لها بالانضمامِ إليه؛ كونَها أحدَ الأطرافِ الرئيسة التي لها دَورٌ أساسيٌّ في العملِ العربي المشترَكِ، ولأنَّ العراقَ قد طرَح مشروعًا بديلًا لذلك الاتِّحاد، هو مَشروعُ الوَحدةِ المقاتِلة عام 1972، موجِّهًا الدعوةَ لكلٍّ مِن سورية ومصرَ بالانسحابِ من اتِّحاد الجُمهوريات العربيَّة المتحِدةِ، والانضمامِ إلى مَشروعه الجديدِ؛ لكونِه يلبِّي طُموحات المرحلة، والقَبولِ بمَشروعه كبديلٍ إستراتيجيٍّ لمواجهة الأخطارِ التي كانت تُواجِه الأمة العربيَّةَ، ولكن مَشروع العراقِ لم يَلْقَ الاستجابةَ من مِصرَ وسُورية.