انقسَمَ الشُّيوعيون في السودانِ إلى قِسمينِ: قسمٌ يَرى تطبيقَ الشُّيوعيةِ وإعلانَ الحُكْمِ الشُّيوعي، وقسمٌ يَرى الإفادة مِن الحُكْم القائمِ إلى أنْ يَتهيَّأ الجوُّ المناسِبُ؛ إذ لا يمكِنُ حمْل الناس على الشُّيوعية وغالبُهم يَرفُضها، واستطاع أصحابُ هذا الرأيِ إبعادَ الرأي الآخَرِ عن مجلس قِيادةِ الثَّورة، وابتدَأ جَعفرٌ النميري يُهاجِم الحزْب الشُّيوعي الجِناح المعارِضَ الذي أبعَدَ بعضَ أعضائه، وكانت حُكومةُ السُّودان قد عَزَمت على الدُّخول مع مصرَ وليبيا في اتِّحادٍ عربيٍّ، ولكنَّ الشيوعيين عارَضوا ذلك، ثم تحرَّكت بعضُ القطاعات العسكريةِ بإمْرة الرائد هاشم العطا (من رُؤوس الشيوعية المُبعَدين) وسيطَرَت على الوضعِ، واعتقَلَت اللِّواء جَعفرًا النميريَّ في 26 جُمادى الأولى 1391هـ / 19 تموز، غيرَ أنها لم تَستطِعِ السيطرةَ على الحكم لأكثرَ مِن ثلاثة أيامٍ؛ حيث قامت القطاعاتُ الموالية لِلنميريِّ -بدَعْمٍ من القوات المصريةِ، بالإضافة إلى الطَّيرانِ المصري- بإنهاء الانقلابِ، ولَمَّا فَرَّ زُعماء الانقلابِ بطائرةٍ إلى لَندن أجْبَرتها لِيبيا على الهبوطِ، ثم سلَّمتهم إلى النميريِّ. وبعد فشَلِ الانقلابِ تمَّت محاكَمة هشام العطا وقادةِ الحزْبِ الشُّيوعي فيما يُعرف بـ"محاكمة الشَّجرة"، التي ترأَّسَها الرئيسُ جَعفرٌ النميري. وتمَّ الحكمُ على جميعِ قادة الانقلابِ بالقتل رميًا بالرصاصِ.