بعْدَ نَكبة 1948م، والعُدوان الثُّلاثي في 1956م، ونَكسة حُزَيران في 1967م؛ وفي 6 أكتوبر من عام من عام 1973، 10 رمضان 1393هـ اجتازتِ القواتُ المصريةُ قَناة السويسِ، وانتقَلت إلى الضفةِ الشرقيةِ واقتَحَمت خطَّ بارليف الذي أقامه اليهودُ على حُدود شِبه جزيرة سَيناء الغربية، والذي حصَّنوه جيدًا، ووَضَعوا أمامه تلًّا تُرابيًّا؛ لِيَحميَ تَحرُّكَهم عن أعيُنِ المصريين، ولكن لم يُتابِع الجيشُ المصري تقدُّمَه في سَيناء لتَحريرِها، ولم يتَّجِه للمضائقِ ليَغلِقَها بوجْهِ اليهودِ! بل أخَذ مواقعَ دِفاعيةً على بُعد عشَرة كيلو مترات مِن شاطئ القناة الشَّرقي داخلَ سَيناء، فنقَلت إسرائيلُ قوَّاتها من الجبهةِ المصرية إلى الجبهةِ السُّورية بكلِّ ثِقَلِها، واستطاع الإسرائيليونَ أن يُكبِّدوا الجبهةَ السورية خسائرَ كبيرةً، ثم في 20 رمضان عَبَرت عدَّةُ دباباتٍ يهوديةٍ قناةَ السويس في مَنْطقة الدفرسوار وفتَحَت ثغرةً في القواتِ المصرية، ثم انتشَرَت على طُول القناة على الضفَّة الغربيةِ، وحاصَرَت مُدُن القناةِ، وحجَزت القواتِ المصريةَ في سَيناء، ثم تقدَّم وَزيرُ خارجية أمريكا كِسينجر بمُبادرةٍ لوقْفِ إطلاق النارِ في 14 شوال / 9 تشرين الثاني، فتمَّت الموافَقةُ على فضِّ الاشتباكِ بين مصرَ وإسرائيلَ في 24 ذي الحجة / 17 كانون الثاني 1974م، أما سُوريا فقد تمَّت الموافقةُ منها على فضِّ الاشتباكِ بعدَ ستَّة أشهرٍ من مُوافَقةِ مصرَ.