جرَت اتِّصالاتٌ سَريعةٌ بين الحكومتينِ اللِّيبيةِ والتُّونسية في 18 ذي الحجةِ / 12 يناير؛ حيث وقَّع الزعيمُ التُّونسي الحبيب بُوْرقيبة والعقيدُ اللِّيبي معمَّر القذَّافي على "بيان جربة"؛ لتَوحيدِ البلدينِ تحت رايةِ جُمْهورية واحدةٍ تُسمَّى بـ"الجُمهورية العربيَّة الإسلاميَّة" تكونُ وَفْقَ سُلْطةٍ تَنفيذيَّة وتشْريعية وقَضائيةٍ ودُسْتورية واحدةٍ، على أنْ يكون بُورقيبة رئيسًا لها، والقذَّافي نائبًا له، أو وزيرًا أوَّلَ في حُكومة الوَحْدة، لكنَّ هذه الوَحدةَ لم يطُلْ عُمرُها أكثرَ من 48 ساعةً، فانفصلَت عُراها وفشَلَت الوَحدةُ بسُرعةٍ، وأُقِيل وزير الشُّؤون الخارجية التُّونسي محمَّد المصْمودي في 21 ذي الحَجة / 14 كانون الثاني. كان هَدَفُ بُورقيبةَ مِن الوَحدةِ الاستفادةَ من نِفْط لِيبيا، بينما كان القذَّافي يَطمَع في رِئاسة الوَحدةِ بعْدَ بُورقيبة، ومِن أبْرز أسبابِ فَشَل الوَحدةِ عَدَمُ دعْم جماعةِ بُورقيبة له في الوَحدة، وخاصَّةً الوزير الأوَّل الهادي نُويرة الذي كان مُسافِرًا إلى طَهرانَ وقْت عقْدِ الوَحدةِ.