هو السردارُ محمد داود ابن عمِّ الملك محمد ظاهر شاه، وزوج شقيقتِه، ضابط في الجيش الأفغانيِّ، درس في مدينة كابول، وأتمَّ دراستَه العسكريةَ في فرنسا، عُيِّن عام 1350هـ أيام محمد نادر خان حاكمًا على مقاطعة قندهار، وبعدَ خمس سنواتٍ عُيِّن قائدًا لقوات المنطقة الوسطى، ومديرًا للكلية الحربيةِ، وعُهد إليه برئاسة الوزارة عام 1373هـ فاحتفظ لنفسِه بحقيبتي وزارتي الداخلية والدفاع إضافة إلى رئاسة الحكومة، فحكم البلادَ مدَّة عشر سنواتٍ، ولما عُرف بميوله تجاه الروس وأطماعه بالحكم نُحِّيَ عن رئاسةِ الحكومة عام 1383هـ، ثم قاد الانقلابَ في 17 /6 / 1393هـ 17 /7 / 1973م بدعم من الشيوعيِّين الأفغان الذين جاءتهم الأوامرُ من موسكو بدعم محمد داود، ونجح الانقلاب. كان هدفُ محمد داود من الانقلاب الوصولَ للسلطة والمحافظة عليها؛ لذلك تقرَّب من روسيا وعمِلَ على خنق الدعوة الإسلامية لإرضائها، بينما روسيا لم تكن ترى داود سوى مرحلة -لأنَّه لم يكن شيوعيًّا- لتضعَ الشيوعية يدها على أفغانستان بعد أن يقضيَ على الدعوة الإسلاميةِ، وفي ربيع الأول 1397هـ أعلن تشكيل حكومةٍ مدنية ونهاية الحكم العسكريِّ، فأخذ السُّخط يتزايد عليه خاصَّة من أفراد القوات المسلحةِ، ولما أحسَّ داود بترجُّح كفَّة الشيوعيين خاصَّةً مع وجود 350 خبيرًا من الخبراء الروس الذين جلبهم إلى أفغانستانَ لدعم حكومتِه، بدأ بتصفية الشيوعيِّين والتقرُّب للدول الإسلامية، وفي 19 جمادى الأولى اغتُيل أحد زعماء حزب برشام الشيوعيِّ بتدبير من حزب محمد تراقي الشيوعي، واتُّهم محمد داود بالتآمر على قتلِه، فوقع انقلاب شيوعيٌّ في 22 جمادى الأول 1398هـ على داود، فأُودع السجن مع أفراد أسرتِه واغتُيل في يوم الانقلاب 15 ألفًا، وسلَّم الشيوعيون الرئاسة لأنور محمد تراقي زعيمِ حزب الشعبِ الشيوعيِّ, فأمر محمد تراقي بإخراج محمد داود من السجن، فقُتِل محمد داود وباقي أفراد أُسرته.