خرَقَت إسرائيلُ وقفَ إطلاقِ النار مع لُبنانَ الذي أبرَمَتْه في يوليو/ تموز بضغْطٍ أمريكيٍّ، وقامت القواتُ الإسرائيليةُ بغَزْوِ لُبنان في عمليةٍ أُطلِقَ عليها اسمُ (سلام الجَليلِ)، قالت إسرائيلُ: إنها تَهدِفُ لِقَطْعِ الطريقِ أمام صواريخ المقاومةِ الفلسطينية بجَنوب لُبنان. وفي 10/6/1982م وصَل الإسرائيليونُ إلى ضواحي بَيروت، واحتلُّوا ضواحي قصْرِ بعبدا يوم 12/6، وفي يوليو / تموز 1982م أحكمَتْ إسرائيلُ حِصارها لِبَيروتَ الغربية، الذي نتَج عنه كوارثُ إنسانيةٌ؛ حيث تعرَّضت لقصْفٍ إسرائيليٍّ أرضيٍّ، وجويٍّ، وبحريٍّ مُستمِرٍّ، كما تعرَّضت لقصْفٍ بالقنابل العُنقودية والقنابل الفُسفورية وقنابل النابَلم. ولم تَنْتَهِ مأساةُ بَيروت إلا يوم 19 أغسطس / آب 1982م بعد أنْ نجَح المبعوثُ الأمريكي فيليب حبيب في تَمرير خُطته القاضيةِ بإجلاء الفِلَسطينيين خارجَ لُبنان تحت غِطاء دَوليٍّ (فرنسي - إيطالي - أميركي). وفي نفْس اليومِ الذي قُتِلَ فيه الرئيسُ اللُّبنانيُّ بشير الجميل -أي: 14 سبتمبر 1982م- دخلَت القواتُ الإسرائيلية مِن جديدٍ بيروتَ الغربية مُطوِّقة مُخيم (صبرا وشاتيلا ) فيما بيْن 16-18 سبتمبر. وفي سنةِ 1985م انسحَب الجيشُ الإسرائيلي من بيروتَ مُحتلًّا الشريطَ الحُدودي بجَنوب لُبنان الذي استمر لمدة 22 سنةً.