أخذت أوضاعُ الرئيس التُّونسيُّ الحبيب بورقيبة تزداد سُوءًا جِسميًّا ونفسيًّا، حتى أثَّر ذلك على قراراته الرئاسية، وتقدَّمت به السِّنُّ حتى فقد الرصانة في تسيير الحُكم كما فقَدَ المنطقَ، وأخذ تأثيرُ الحاشية يَظهر على القرارات السياسيَّة، فقام في 16 ربيع الأول 1408هـ / 7 تشرين الثاني 1987م الوزيرُ الأوَّل زين العابدين بن علي بتنحيةِ الرئيس الحبيب بورقيبة وتسلَّم السُّلطة، وأخذ بإزالة العَهدِ الماضي، فأزال التماثيلَ التي ملأتِ الشَّوارعَ للحبيب بورقيبة، وأخرَجَ كثيرًا من قادة التيَّار الإسلامي من المُعتقلات، ولكنَّه لم يلبث على هذا طويلًا؛ إذ رجع، فسار على نفس الطريق الذي سار عليه سَلَفُهُ.