دخلت روسيا إلى أفغانستان بصورة عسكريَّةٍ احتلاليَّة في صفر 1400هـ / ديسمبر 1979م، وبدأ التعسُّف، والتدميرُ، والتشريدُ، وبرَزت منظَّمة تحرير شعب أفغانستانَ (ساما) بقيادة ماجد كلاكاني، وظهرت جبهة التحرير الوطنية برئاسة أحمد الجيلاني، ثم تشكَّلت جَبهة المقاوَمة الجديدة من ستِّ مجموعاتٍ، معَ وجود بعض الخلافات التي كانت بين مدٍّ وجزرٍ؛ وذلك لأنَّ المنظِّمات الشِّيعية متعدِّدةٌ، وتتركَّز في طِهْرانَ، وتأخذ مَنْحًى يختلِف عن المَنْحى الذي تَسيرُ عليه منظَّمات الجهاد، وتسير حسَبَ السياسة الإيرانية، بالإضافة إلى أن بعضَ هذه المنظَّمات وطنيَّةٌ أكثر منها إسلاميَّة، وقد كانت المنظَّمات الكُبرى الإسلامية - كالحزب الإسلامي، والاتحاد الإسلامي، والجمعية الإسلامية- هي صاحبةُ القوَّة والتأييد الشعبي، ومعَ ذلك، فإن الخلاف والانقسام بينها لا يكاد ينتهي، وذهب بسببه ضحايا، ومع ذلك فقد كان المجاهِدون يُكبِّدونَ الروسَ من الخسائر ما لم يتوقَّعوه أبدًا، ولم تستطِعْ روسيا أنْ تُحقِّق ما كانت تأمُله، وفشِلَت في تحقيق أهدافها، بل خسِرَت وفقَدَت أكثرَ من ثلاثة عشَرَ ألفَ جنديٍّ، وأضعافَهم من الجَرحى، بالإضافة إلى العَتاد، رغم استعمالهم للإبادة الكاملة للقُرى، واستخدامهم الأسلحةَ المحرمَّةَ دوليًّا من غازاتٍ سامَّةٍ، وقنابلَ مُحرقةٍ، وأسلحةٍ فتَّاكةٍ، وفي 29 رمضان 1408هـ / عام 1988م تمَّ توقيعُ اتِّفاقيَّة بَدء الانسحاب الروسي، وانتَهى في 10 رجب 1409هـ.